قوله تعالى:{يَحْسَبُونَ الأحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأحْزَابَ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً}
هؤلاء المنافقون والذين في قلوبهم مرض – لفرط جبنهم – أن الأحزاب ،وهم قريش وغطفان وغيرهم من الكافرين{لَمْ يَذْهَبُوا} أي لم ينصرفوا ،وكانوا قد انصرفوا .
قوله:{وَإِنْ يَأْتِ الأحْزَابَ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأعْرَابِ} أي إن يأتِ المشركون لقتال المسلمين فإن المنافقين يتمنون{لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأعْرَابِ}{بَادُونَ} أي خارجون في البادية{[3714]} .بدا فلان يبدو إذا صار في البدو فهو باد .
وأما الأعراب فهم جمع أعرابي .وأما العرب فهم جمع عربي .وإنما قيل أعراب لأهل البدو فرقا بين أهل البوادي والأمصار .فالأعراب أهل البادية والعرب أهل المصر .
قوله:{يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ} هؤلاء المنافقون الجبناء يستخبرون الناس عن أخباركم وعما جرى لكم وهم في البادية ،فيتحدثون: هل هلك محمد وأصحابه .فهم يتمنون سماع الأخبار بهلاككم وهم بعيدو عنكم .
قوله:{وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً} أي لو كانوا هؤلاء المنافقون فيكم وخلال صفكم ما نفعوكم بشيء وما قاتلوا المشركين إلا تعذيرا كأنْ يرموا بالحجارة أو النبل على سبيل الرياء .