{يَحْسَبُونَ الاَْحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ} فهم لا يزالون تحت تأثير الصدمة الكبرى من الخوف الذي هزّ أعماقهم ،وأذهل عقولهم ،وأسقط مواقعهم ،ولذلك كان الهاجس الذي يسيطر على أذهانهم ،أنَّ جنود المشركين لا يزالون يحاصرون المدينة ،على أساس أنهم باقون حتى يحققوا الانتصار على المسلمين ،لأنهم لا يصدِّقون أنَّ من الممكن أن ينهزم المشركون أمام المسلمين .
{وَإِن يَأْتِ الاَْحْزَابُ} مرةً ثانية{يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الاَْعْرَابِ} أي خارجون في البادية مع أعرابها{يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ} ليعرفوا ماذا حدث لكم من هزيمة أو نصر ،بعد أن ضمنوا لأنفسهم الأمان ،ما يجعل منه سؤال الاسترخاء الذي يبحث عن المعرفة من موقع الفضول لا من موقع الاهتمام الذاتي العميق الذي يدفعهم إلى الاندماج الشعوري في مسؤولية المجتمع الذي يتحول إلى اندماجٍ عمليٍّ في مواجهة التحديات الموجهة إليه .
{وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ} في داخل المجتمع الإسلامي ،ما تحمَّلوا أيَّة مسؤوليةٍ في الدفاع عنكم و{مَّا قَاتَلُواْ إِلاَّ قَلِيلاً} في ما يمكن أن يرفع العتب ويخفّف الإحراج ولا يغني عن شيء .