قوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( 21 ) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}
الأسوة ،بكسر الهمزة وضمها وتعني القدوة .وتأسيت به أي اقتديت{[3715]} وفي هذا عتاب من الله للذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عسكره بالمدينة .وإنما ينبغي أن يتأسى المؤمنون برسولهم الكريم فلا يخذلوه ،ولا يتخلوا عن شيء من سننه وشمائله ،وأن يمضوا على نهجه وخلقه في المصابرة والمرابطة والمجاهدة والحلم وكمال الإقبال على الله .
والمعنى: كان لكم أيها الناس قدوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتأسوا به وتقتفوا آثاره فيما يقول أو يفعل ،وتكونوا معه حيث كان مهتدين بهديه ،سالكين سبيله الحق .وفي ذلك هداية لكم ومنجاة في حياتكم هذه ويوم معادكم .وذلك كله{لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} أي يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم تمام التأسي ،ويقتدي به حق الاقتداء .من كان يبتغي وجه الله فيرجوا ثوابه ورحمته في الآخرة ويذكره ذكرا كثيرا في كل الأحوال ،من الأمن والخوف ،أو الضيق والرخاء .