قوله:{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} لما عاين المؤمنون الأحزابَ يوم الخندق لم ييأسوا ولم يهِنوا مستسلمين خائرين كما يخور الجبناء والمنافقون ،بل ثبتوا على الحق متوكلين على الله معتصمين بحبله الذي لا ينقطع .وفي هذا الحال من ساعات الحرج والخوف والعُسرة{قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} الإشارة{هذا} ،عائدة إلى جيوش الأحزاب وإلى البلاء الذي نزل بهم وما صحب ذلك من شديد الكرب وبالغ الشدة .وقد قال المؤمنون فيلهم هذا استبشارا بالنصر الذي وُعدوا به من قبل .فلقد وعدم الله ورسوله بالنصر عقب ابتلائهم بالمحن وتمالؤِ المشركين عليهم .وهذا الذي حل بهم من الأحزاب يوم الخندق إيذان من الله بالنصر{وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} أي لم تزدهم المحن ومعاينة الأحزاب من المشركين المعتدين إلا إيمانا بالله وثقة بوعده وتسليما لقضائه وقدره{[3716]} .