قوله تعالى:{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} رد الله قريشا وغطفان وغيرهم من الكافرين الذين تألّبوا على النبي والمؤمنين لاستئصالهم ،ردهم{بغيظهم} أي بكيدهم وغضبهم وحنقهم ؛إذ عادوا خائبين خاسرين فلم يظفروا بما كانوا يطمعون فيه من الغلبة والنصر على المؤمنين .
قوله:{وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} كفهم الله القتال بجنود الملائكة وبالريح العاصف الذي أعمى أبصارهم وبدد شملهم ،والمسلمون حينئذ آمنون سالمون: إذ لم يحتاجوا إلى منازلتهم أو قتالهم لإخراجهم من وطنهم بل كفاهم الله ذلك فردهم مذعورين متفرقين خزايًّا .وفي الصحيحين عن عبد الله بن أبي أوفى ( رضي الله عنه ) قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال:"اللهم منزل الكتاب ،سريع الحساب ،اهزم الأحزاب ،اللهم اهزمهم وزلزلهم ".
وبعد غزوة الخندق لم يقم المشركون بغزو المسلمين بل غزاهم المسلمون في بلادهم .وفي هذا روى الإمام أحمد عن سليمان بن صرد ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب:"الآن نغزوهم ولا يغزونا "
قوله:{وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} الله قوي قادر على فعل ما يشاء وعلى نصر جنده المؤمنين ،والله عزيز لا يغلبه غالب ،ينتقم لدينه وعباده المؤمنين من الظالمين المجرمين{[3722]}