قوله تعالى{وردّ الله الذين كفورا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا} .
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه رد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وأنه كفى المؤمنين القتال وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .ولم يبين هنا السبب الذي رد به الذين كفروا وكفى به المؤمنين القتال ولكنه جل وعلا بين ذلك في قوله{فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم ترمها} أي وبسبب تلك الريح ،وتلك الجنود ردهم بغيظهم وكفاكم القتال كما هو ظاهر .
قال البخاري: حدثني عبد الله بن محمد ،حدثنا يحيى بن آدم ،حدثنا إسرائيل ،سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت سليمان بن صرد يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين أجلى الأحزاب عنه: ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم ) .
( الصحيح 7/467 ح 4110- ك المغازي ،ب غزوة الخندق وهي الأحزاب ) .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله:{وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا} الأحزاب .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا} وذلك يوم أبي سفيان والأحزاب ،رد الله أبا سفيان وأصحابه بغيظهم لم ينالوا خيرا{وكفى الله المؤمنين القتال} بالجنود من عنده ،والريح التي بعث إليهم .
قال بن خزيمة: ثنا بندار ،ثنا يحيى ،ثنا ابن ذئب ،ثنا سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: حبسنا يوم الخندق حتى كان بعد المغرب هويا ،وذلك قبل أن ينزل في القتال ،فلما كفينا القتال ،وذلك قول الله عز وجل:{وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا} .فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا ،فأقام- يعني الظهر- فصلاها كما كان يصليها في وقتها ،ثم أقام العصر فصلاها كما كان يصليها في وقتها ،ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها في وقتها .
( الصحيح 2/99 ك الصلاة ،ب ذكر فوات الصلاة والسنة في قضائها ) وقال الألباني: إسناده صحيح .وأخرجه أحمد في ( مسنده 3/25 ) ،والدارمي في ( سننه 1/358 ) ،وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 7/147 ح 2890 ) وقال محققه: ( إسناده صحيح على شرط مسلم .وأخرجه النسائي ( عن السنن 2/17 ) ،والشافعي في مسنده ( ص 118 ) كلهم من طريق ابن أبي ذئب به ،ونقل ابن في مسنده ( ص 32 ح 118 ) كلهم من طريق ابن أبي ذئب به ،ونقل ابن الملقن عن البيهقي قوله: ورواة هذا الحديث كلهم ثقات . وقال ابن الملقن: صحيح ( البدر المنير ص 767 ح290 ) تحقيق إقبال أحمد رسالة ماجستير .وقال ابن حجر: صححه ابن السكن ( التلخيص الحبير 1/195 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{وكان الله قويا عزيز} ،قويا في أمره ،عزيزا في نقمته .