قوله تعالى:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
{مّا} شرطية في موضع نصب للفعل يفتح{فَلا مُمْسِكَ لَهَا} في موضع جزم جواب الشرط{[3839]} والمعنى: أن كل شيء كائن بإرادة الله وقدره فما شاء الله كان ،وما لم يشأ لم يكن .فإن أراد الله بسط رحمته وفضله على العباد فلا يقدر أحد أن يحبس ذلك أو يمنعه ،وإن أراد الله أن يمسك رحمته وفضله عنهم فليس من أحد بقادر على إرساله ؛وفي ذلك روى الإمام أحمد عن المغيرة بن شعبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من الصلاة:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،اللهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت ،ولا ينفعُ ذا الجد منك الجد ".
قوله:{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الله القوي القاهر الذي لا يغلبه غالب وهو الجبار المقتدر الذي ينتقم من الظالمين المجرمين .وهو سبحانه الحكيم في أقواله وأفعاله ومقاديره .