{مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} لأن الكون بجميع مواقع النعمة والرحمة فيه ،خاضعٌ لقدرته المطلقة ،فليس لأحدٍ من خلقه شيءٌ من ذلك إلاَّ بإذنه ،فلا يستطيع أيٌّ منهم أن يغلق أيّ باب من أبواب الرحمة التي يريد الله أن يفتحها لخلقه .{وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ} لأنه المسيطر على ذلك كله ،فإذا أراد أن يحبس المطر عن الناس ،فليس لأحد أن ينزله عليهم ،{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الذي يملك العزة كلها من خلال ما يملكه من القوّة كلها ،كما يؤكد الحكمة في حركة كل شيءٍ في خلقه ،لأنه المطّلع على حقائق الأشياء في ما يصلحها ويفسدها ،القادر على تحريكها تبعاً لإرادته .