قوله:{إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ} جعل الله شجرة الزقوم محنة وابتلاء للظالمين الخاسرين في الدنيا ثم يبوءون بالأكل منها في النار يوم القيامة .والمشركون لما سمعوا أن شجرة الزقوم تنبت في النار قالوا متهكمين مستسخرين: كيف يمكن ذلك والنار تحرق الشجر .وكذا قال أبو جهل .وقال أيضا على سبيل الإنكار والتكذيب والاستخفاف بها: والله ما نعلم ما الزقوم إلا التمر والزبد فتزقَّموا .وهذا من حماقة المشركين وسخفهم .فلو تفكروا قليلا لأيقنوا أن الله قادر على إنبات الشجر في النار من غير أن تحرقه .فإن الله بثَّ في النار صفة الحرق ،وهو سبحانه قادر على نزع هذه الصفة متى شاء ؛فهو خالق الأشياء والذوات والصفات وهو بقدرته وعلمه تجري الأمور والأحداث والظواهر .
وكذلك فإن الزقوم ضرب من البلاء والتعذيب يُسامُهُ الظالمون الخاسرون وهم يتقاحمون في النار .