وفسرت الفتنة أيضاً بأن خبر شجرة الزقوم كان فتنة للمشركين إذ أغراهم بالتكذيب والتهكم فيكون معنى{ جَعَلْناهَا} جعلنا ذكرها وخبرها ،أي لما نزلت آية سورة الواقعة ،أي جعلنا ذكرها مثيراً لفتنتهم بالتكذيب والتهكم دون تفهم ،وذلك مثل قوله:{ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا}[ المدثر: 31] ،فإنه لما نزل قوله تعالى في وصف جهنم:{ عليها تسعة عشر}[ المدثر: 30] قال أبو جهل لقريش: ثَكِلتكم أمهاتُكم إن ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدُّهم أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم ( أي من خزنة النار ) فقال أبو الأشد الجمحي: أنا أكفيكم سبعةَ عشر فاكْفوني أنتم اثنين فأنزل الله تعالى:{ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة}[ المدثر: 31] أي فليس الواحد منهم كواحد من الناس{ وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا}[ المدثر: 31] .