قوله تعالى:{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ}: ذكر الوجه للاتقاء به من سوء العذاب ،وهو ( الوجه ) أشرف الأعضاء في الإنسان ؛فإن الخاسر الذي يلقى في النار تكون يداه مغلولتين إلى عنقه فلا يستطيع أن يتقي النار حينئذ إلا بوجهه .فمن كان شأنه هكذا وهو اتقاؤه النار وسوء العذاب يوم القيامة بوجهه ،ويداه مغلولتان ،كمن و آمن لا يصيبه مكروه ولا أذى بل هو ناج مطمئن .
قوله:{وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} معطوف على{يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} أي يتقي النار وسوء العذاب بوجهه ،ويقال لهم من خزنة جهنم على سبيل التعنيف والتقريع وزيادة في التنكيل{ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} أي ذوقوا وبال كسبكم للكفر والعصيان في الدنيا .