في الآيات: تساؤل في معنى المقايسة بين الذي لا يجد ما يتقي به عذاب الله يوم القيامة إلا وجهه لأنه لم يقدم عملا صالحا يتقي به ،وبين من يقدم هذا العمل الذي يتقي به من النار .
وحكاية تتضمن معنى الإنذار والتبكيت لما سوف يقال للظالمين الذين جنوا على نفوسهم بالكفر والانحراف عن طريق الحق والخير حينما يذوقون طعم ذلك العذاب حيث يقال لهم ذوقوا اليوم جزاء ما اجترحتم من الآثام .
وتذكير للكفار بالأمم السابقة التي كذبت رسلها مثلهم فحل فيها عذاب الله من حيث لا تشعر ولا تحسب وأذاقها الخزي في الحياة الدنيا .
وتقرير ينطوي على الإنذار بأن عذاب الآخرة الذي ينتظرهم سيكون أكبر وأشد لو فكروا وعلموا .
والآيات كما هو المتبادر متصلة بسابقاتها كذلك اتصال سياق وأسلوب وموضوع وقد جاءت في معرض التوكيد والبيان .
ومما يلفت النظر إليه تكرر التساؤل في معرض المقايسة في آيات السورة مما يسوغ القول إنها في صدد حكاية مواقف جدل ومناظرة أو ما هو بسبيل ذلك .ولعلها في ذات الوقت ردود على بعض كفار غلوا في الزهو والاعتدال بالنفس والمال والقوة ،وفي الاستخفاف بالمؤمنين وضعفهم وفقرهم .فردت الآيات في معرض المناظرة والجدل ردودا متتابعة استهدفت بيان الفضل الحقيقي والتفوق الحقيقي في تقوى الله والمصير السعيد الذي سيصير إليه المؤمنون ،والعذاب الأكبر الذي سيكون من نصيب الكافرين .
وفي مضامين الآيات يمكن أن يرى المتمعن قرائن على هذا أولا ،كما أن مثل هذا الزهو والتبجح والاستخفاف مما حكته آيات قرآنية عديدة ثانيا .