وقوله: ( بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما ) رفعه الله إلى السماء ويحتمل الرفع وجهين:
أحدهما: العلو المكاني المنوط بالمسافة والبعد .
وثانيهما: العلو المعنوي وذلك منوط بعلو الشأن وارتفاع المنزلة .ثم إن الله جل جلاله لهو القوي فمن تمسك بدينه واحتمى بجنابه عز وانتصر ،وأنه سبحانه منتقم جبار يسلط على المجرمين الذين يعتدون على الأنبياء ويقتلونهم بغير حق عذابا من السماء أو الأرض فيدمرهم ويدمدم عليهم إن شاء .وهو كذلك حكيم فيما يقدره وفيما يجريه أو يقرره من حوادث ووقائع ،كل ذلك يتم بحكمة من لدنه قد نقف على شطر منها أو نجهل حقيقتها وأبعادها .