وقوله تعالى{ بل رفعه الله إليه}
/م157
إضراب بياني فيه رد لزعمهم القتل ، والمعنى بل إنه لم يقتل ، وأن الله رفعه إليه ، وظاهر القول أن الرفع كان بجسده وروحه ، لا بروحه فقط وبهذا جاء التفسير المأثور وعليه أكثر المفسرين ، وأيدته السنة ، وإن كانت أخبار أحاد ، وقد فسر بعض العلماء الرفع بأنه رفع الروح ، وأخذوا ذلك من قوله تعالى:{ إني متوفيك ورافعك إلي ( 55 )} ( آل عمران ) .
فبمقتضى النسق الظاهر يكون الرفع عقب الوفاة ، وقد ذيل الله سبحانه وتعالى الآية بقوله تعالى:{ وكان الله عزيزا حكيما} .
وفيه وصف الله تعالى الدائم بأنه العزيز الرفيع الجناب الذي لا يلجأ إليه أحد إلا أعزه ، وأعلى قدره وحماه كما فعل مع ابن مريموغيره من أنبيائه عليهم السلام ، وهو الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها .