لذلك كلّه أعقب بالإبطال بقوله:{ بل رفعه الله إليه} أي فلم يظفروا به .والرفع: إبعاده عن هذا العالم إلى عالم السماوات ،و ( إلى ) إفادة الانتهاء المجازي بمعنى التشريف ،أي رفعه الله رفع قرب وزلفى .
وقد تقدّم الكلام على معنى هذا الرفع ،وعلى الاختلاف في أنّ عيسى عليه السّلام بقي حيّاً أوْ أماته الله ،عند قوله تعالى:{ إنّي متوفّيك ورافِعك إليّ} في سورة آل عمران ( 55 ) .
والتذييل بقوله:{ وكان الله عزيزاً حكيماً} ظاهر الموقع لأنّه لمّا عزّ فقد حقّ لعزّه أن يُعِزّ أولياءَه ،ولمّا كان حكيماً فقد أتقن صُنع هذا الرفع فجعله فتنة للكافرين ،وتبصرة للمؤمنين ،وعقوبة ليهوذا الخائن .