قوله تعالى: ( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا ) لفظ الجلالة الأول مرفوع على الابتداء .والجملة الاسمية بعده في محل رفع خبر المبتدأ أو اعتراض ،والخبر ( ليجمعنكم ) .واللام في قوله ( ليجمعنكم ) للقسم .وقيل موطئة للقسم .وقد نزلت هذه الآية في المرتابين الذين يكذبون بيوم القيامة .والله – جلّت قدرته- يقسم أن سيجمع الخلائق كلها على صعيد واحد يوم القيامة من القيام وهو يوم لا يحتمل الشك أو التردد أو التأويل ،بل إنه حقيقة واقعة لا محالة .ومعنى القيامة أو النهوض في خوف وذهول .وسمّيت بهذا الاسم ؛لأن الناس جميعا يقومون لله وبين يديه في ذلك اليوم الذي يشتد فيه الهول والكرب .وفي قول آخر لهذه التسمية بأن الناس ينهضون قياما من قبورهم .وهما معنيان متقاربان يؤولان إلى قيام الناس في نهوض يساوره الذهول والحيرة والرعب لتجتمع الخلائق كافة من أجل الحساب .
قوله: ( ومن أصدق من الله حديثا ) ذلك استفهام يتضمن النفي الكامل لوجود من أصدق من الله .إنه تباركت أسماؤه وتقدّس في جلاله وعليائه لهو أصدق الصادقين حديثا فكيف إذا أقسم ؟!فإن في ذلك عين التأكيد على صدق حديثه سبحانه .وقوله: ( حديثا ) منصوب على التمييز .