ثم انطلقت الآية الثانية ،لتملأ وجدان الإنسان وضميره بعظمة الله ،كأسلوب من أساليب تربية الشخصية الإيمانية على الشعور الدائم بحضور الله في داخل النفس ،بالمستوى الذي يتلاشى فيه كل حضور آخر لأي شيء آخر معه ،في اتجاه حركة المسؤولية في وعي الإنسان لذاته ولدوره{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} فهو وحده الإله ،وكل ما هناك ومن هناك خاضع لألوهيته ،{لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ} فانظروا كيف تواجهون الموقف ،في لحظات الحساب الحاسمة على أعمالكم ،واعرفوا كيف تجادلون عن أنفسكم{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [ النحل:111] ،حيث لا مجال للشك في هذه الحقيقة ،ولا موقع للريب ،{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} عندما ينذر ويخبر ويتوعّد .وماذا بعد ذلك ؛إنها الحقيقة العارية التي لا تترك أمامها أي ضباب أو ظلمة .