{ الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا} وقد نزلت هذه الآية في شأن هؤلاء المكذبين الذين يشكون في البعث والحساب ، فأقسم الله تعالى لهم بنفسه ، والدليل على ذلك القسم هو وجود اللام المتصلة بكلمة ليجمعنكم ، ثم نون التوكيد المشددة بعدها ، يقول النحاة أن اللام واقعة في جواب قسم ، والله أعلم ، أن الله يقسم ليجمعنكم ، فهو قسم ، يلقيه إلينا رب العزة ، بأنه سيجمع الناس وهم أموات تحت الأرض ، فكل من يموت سيجمع إلى من سبقوه تحت التراب ، وسيظل جمعهم إلى يوم القيامة ثم يبعثون .
وفي رأي آخر أن حرف الجر"إلى"صلة في الكلام ، ومعناه ليجمعنكم يوم القيامة ، وسميت القيامة قيامة ، لأن الناس يقومون في هذا اليوم لله رب العالمين . قال جل شأنه:{ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون( 4 )ليوم عظيم( 5 )يوم يقوم الناس لرب العالمين( 6 )( المطففين ) .
{ ومن أصدق من الله حديثا} ، استفهام تقريري ، هل هناك من هو أصدق من الله ؟ فيكون الجواب تقريرا للحقيقة التي لا يشك فيها مؤمن ، لا ، لا أحد أصدق من الله ، فهو سبحانه ، يخاطبنا بما كان وما سيكون ، وكل ما جاء من عنده صدق لا ريب فيه ، فهو جل شأنه لا يجوز عليه الكذب ، لأن الكذب إخبار عن الشيء بغير ما هو عليه ، والكاذب لا يكذب إلا أنه في حاجة للكذب ، لكي يستفيد منفعة أو يرفع مضرة والله سبحانه وتعالى حكيم غني لا يجوز عليه الاحتياج ، فهو عالم بكل معلوم ، منزه عن الكذب ، كما هو منزه عن سائر النقائص والقبائح . سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا .