قوله:{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا} والمراد ههنا المشركون المكذبون بيوم الدين ؛فإنهم يستعجلون بقيام الساعة على سبيل التهكم والاستسخار ،وهم يظنون أن الساعة غير قائمة .وذلك بخلاف المؤمنين الصادقين فإنهم موقنون بقيام الساعة وأن الناس مجموعون لرب العالمين ليلاقوا الحساب والجزاء .وهو قوله:{وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا} أي وَجِلون من مجيئها ،خائفون من قيامها .وهذه هي حال المؤمنين الصادقين ؛إذ يخشون ربهم على الدوام ولا يبرح الخوف قلوبهم من هول القيامة وفُجاءتها ومن شدة يوم الحساب .وهم لا يدرون ما الله حينئذ فاعل بهم .نسأله سبحانه النجاة .
قوله:{وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ} المؤمنون موقنون أن الساعة قائمة ،وأنها آتية لا ريب فيها .
قوله:{أَلاَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} ذلك تأكيد من الله بأن الذين يخاصمون في قيام الساعة ويرتابون في حقيقتها ،أولئك سادرون في الغي والباطل ،تائهون في الجهالة والضلالة ،موغلون في الغرور ومجانبة السداد{[4096]} .