قوله تعالى:{وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ( 29 )} .
يبين الله بعض آياته الدالة على عظمته وبالغ قدرته ورفيع سلطانه ؛فإنه خلق السماوات والأرض .وهذان خلْقان هائلان عظيمان لا يدرك مدى اتساعهما وعظمتهما غير الله .وهو سبحانه الذي خلق فيهما وما بينهما كل دابة .وهو قوله:{وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ} ذرأ السماوات والأرض كل ذي دبيب يتحرك أو يدب على الأرض وغيرها من الأجرام .وذلك يشمل الملائكة والأناسي والجن وسائر البهائم والحيوانات على اختلاف صورها وأشكالها وأجناسها وطبائعها وأحجامها .
لقد ذرأهم الله جميعا ووزعهم توزيعا ليكونوا منتشرين في أقطار السماوات والأرض{وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} يجمع الله بمشيئته وقدرته سائر المخلوقات يوم القيامة فيجمع الأولين والآخرين من الناس وغيرهم من الخلائق في صعيد واحد .وذلكم صعيد الحشر ،استعدادا لملاقاة الحساب والجزاء فيحكم الله فيهم بحكمه العدل الذي لا يجوز ولا يزيغ .