قوله:{أفأنت تسمع الصّمّ أو تهدي العمي} الهمزة لإنكار التعجب ،وفي ذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإخبار له بأنه لا يملك القدرة على إسماع من سلبه الله الاستطاعة لسماع الحجج والدلائل ،ولا هداية من أعمى الله قلبه عن إبصار الحق والهدى ،فإنه لا يقدر على ذلك إلا الله الخالق .فما ينبغي أن يضيق صدرك يا محمد بضلال هؤلاء المشركين وعدم اهتدائهم للحق وشدة جموحهم نحو الباطل{ومن كان في ضلال مبين} معطوف على ما قبله ،أي إنك لا تهدي من حاد عن صراط الله أو سلك غير سبيل الحق .إن هؤلاء الكافرين جميعا أشبه بالصّم الذين لا يعقلون ما جئتهم به ،وأشبه بالعمي الذين لا يبصرون الحق والنور لإفراطهم في الضلالة وإيغالهم في الجهالة .