قوله:{فما بكت عليهم السماء والأرض} لم تحزن بفراقهم سماء ولا أرض بسبب كفرهم وطغيانهم .فما تحزن الكائنات أو تبتئس إلا بفقد المؤمنين الصالحين الأبرار الذين كانوا يمرون في الأرض مصلحين داعين للهداية والخير .أما الظالمون الفجار ،والمفسدون الأشرار فأنى لشيء في الكائنات أن يحزن لفراقهم أو يوجد ملتاعا من غيابهم وعكس ذلك هو كائن .فلا تبكي الكائنات على العتاة المجرمين في الأرض الذين عتوا عن أمر الله وسلكوا سبيل الشيطان .وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء يوم القيامة "قيل: من هم يا رسول الله ؟قال: "هم الذين إذا فسد الناس صلحوا "ثم قال: "ألا لا غربة على مؤمن ومن مات مؤمنا في غربة غائبا عنه بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض "ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم{فما بكت عليهم السماء والأرض} ثم قال: "ألا إنهما لا يبكيان على الكافر ".
قوله:{وما كانوا منظرين} أي ما كان قوم فرعون مؤخّرين بالغرق في البحر .