{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ} لأنهم لا يمثّلون آية قيمةٍ في ميزان الحق والخير والعدل ،ولا يملكون أية درجةٍ في آفاق الروح المتصلة بالله ،ليحدث فقدهم من ساحة المسؤولية فراغاً كبيراً بالنسبة للحياة والإنسان ،لتحزن عليهم السماء والأرض ،كنايةً عن التأثر الكوني بما تركوه في الوجود ،بل همعلى العكس من ذلكيحتلّون في المضمون الإنساني للحياة موقعاً حقيراً لا يترك أيّ أثر من بعده ،كما أنهم لا يملكون عند الله أيّ موقعٍ ليستجيب الله لهم طلب إمهالهم في الدنيا بعد أن يحين الأجل المحدَّد لهم فيها{وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} فإذا جاء الأجل نفذ من دون تأخير ،لأن مصلحة الحياة تفرض الموقف الذي يوحي بالابتعاد عنها ،انطلاقاً من الحكمة الإلهية التي حددت لهم مواقعهم في الوجود ،فلا أهمية لهم تنافي ذلك .