قوله:{وآتيناهم بينات من الأمر} قال ابن عباس: يعني يبين لهم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإظهاره لشواهد نبوته،أنه يهاجر إلى يثرب ويكون أنصاره أهل يثرب .وقيل: المراد بالبينات ما أوتي موسى من المعجزات والأحكام والشرائع الواضحات .قوله:{فما اختلفوا إلا من بعد ما جآءهم العلم بغيا بينهم} المراد ههنا التعجيب من حال هؤلاء القوم .فحصول العلم يوجب ارتفاع الخلاف ،لكن مجيء العلم إليهم صار سببا لحصول الاختلاف بينهم ،لأن مقصودهم كان طلب الرياسة والرغبة في الظهور والشهرة فتنازعوا بينهم فبغى بعضهم على بعض ،وظلم بعضهم بعضا بالإيذاء والقتل .قوله:{إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} يحكم الله بين المختلفين من بني إسرائيل يوم القيامة ،فينصر المحق ،ويذل المبطل .