قوله:{تدمر كل شيء بأمر ربها} أي تهلك كل شيء من الناس والحيوان والنبات بإذن الله وتقديره .فما يكون من عقاب ولا عذاب ولا جزاء إلا بإرادة الله القادر .
قوله:{فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم} دمرت عليهم الريح العاتية تدميرا فجعلتهم صرعى وأمالت عليهم الرمال فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام حسوما{[4215]} فباتوا بعد ذلك أثرا بعد عين ،فأصبحوا لا يرى منهم أحد إلا مساكنهم الخاوية ،فبادوا جميعا ولم تبق منهم باقية .من أجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه الكراهية خشية أن يكون ذلك عذابا لا رحمة .وكان يقول:"مايؤمنني أن يكون فيه عذاب .قد عذب قوم بالريح ،وقد رأى قوم العذاب وقالوا هذا عارض ممطرنا "وروى مسلم في صحيحه عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال:"اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به .وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ".
قوله:{كذلك نجزي القوم المجرمين} الكاف في اسم الإشارة في موضع نصب صفة لمصدر محذوف ،أي مثل هذا العقاب يعاقب الله الظالمين العتاة الذين فسقوا عن أمر الله{[4216]} .