قوله:{وكأين من قرية هي أشد من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم} يعني ،وكم من أهل قرية يا محمد{أشد قوة من قريتك التي أخرجتك} أي أهلها أشد بأسا وأكثر جمعا وعددا من أهل قريتك وهي مكة التي أخرجك أهلها ،وقد روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار وأتاه ،فالتفت إلى مكة وقال:"أنت أحب بلاد الله إلى الله ،وأنت أحب بلاد الله إلي ،ولولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك "فأنزل الله الآية .
قوله:{أهلكناهم فلا ناصر لهم} وذلك تهديد من الله يتوعد به المشركين الذين أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلده مكة ،فلئن أهلك الله الأمم الظالمة السابقة بكفرهم وتكذيبهم رسلهم وقد كانوا أشد قوة من مشركي مكة هؤلاء ،فما ظن المشركين من أهل مكة أن يفعل الله بهم في الدنيا من العذاب ؟وإذا أتاهم بأس الله وانتقامه فليس لهم من دون الله حينئذ أيما نصير أو مجير{[4232]} .