قوله تعالى:{أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوآءهم 14 مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء جميعا فقطع أمعاءهم} .
يميز الله في هذه الآيات بين أهل الحق وأهل الباطل ،فالأولون ضالون ،تائهون موغلون في الفسق والعصيان ،والآخرون مهتدون ساربون على صراط الله المستقيم .فقال سبحانه{أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوآءهم} الهمزة للإنكار ،والفاء للعطف على مقدر .والبينة بمعنى البرهان والحجة .والمعنى: لايستوي من كان على بصيرة ويقين من أمر الله وأمر دينه القويم وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن زين له سوء عمله وهي عبادة الأصنام وفعل المنكرات والمعاصي وهو أبو جهل ،والذين هم على شاكلته من المشركين المكذبين ،فإن الفريقين لا يستويان .لا يستوي أهل الحق والهدى ،وأهل الباطل والضلال الذين لا يتبعون غير أهوائهم وضلالاتهم وشهواتهم .