قوله:{إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار} ذلك وعد من الله لعباده المؤمنين الذين يطيعون ربهم فيأتمرون بأوامره ويلتزمون شرعه وأحكام دينه ،أن يجزيهم خير الجزاء وهي الجنة بخيراتها وبركاتها وأنهارها السائحة المناسبة تحت قصورها ومن بين أشجارها .
قوله:{والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام} الكافرون لا همة لهم ولا بغية إلا اللذات والشهوات والاستمتاع بالطيبات وجمع الأموال والثروات بعضها فوق بعض ،فهم لا يعبأون بغير الحياة الدنيا وزينتها وأثاثها ورياشها وإطالة المقام فيها ،فهم بذلك لاهون تمام اللهو عما وراء ذلك من حساب يوم القيامة حيث الأهوال والأفزاع وعظائم الأمور .وشأن الكافرين في ذلك كله شأن الأنعام التي لا تعي ولا تعقل ،فهي إنما يهمها الأكل والشرب والاعتلاف والنزو .وبقدر ما يتزود المؤمنون من زاد العقيدة والتقوى والإعداد ليوم الحساب ،فإن الكافرين لا تنشغل قلوبهم وعقولهم إلا في لذة البطون والفروج والاستمتاع بكثرة الأموال المركومة ،والمباني المنيفة ،والمراكب الفارهة الفاخرة .فمثلهم في ذلك مثل الأنعام التي تأكل وتشرب وترتع حتى تساق إلى الذبح أو الهلاك .وكذا الكافرون يأكلون ويتمتعون حتى يصيرون إلى حطام القبور .