/م10
المفردات:
يتمتعون: ينتفعون بمتاع الدنيا .
ويأكلون كما تأكل الأنعام: ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم ،ولا يلتفتون إلى العاقبة أو الآخرة .
مثوى: منزل ومقام ومصير .
التفسير:
12-{إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} .
إن الله الذي هو ولي الذين آمنوا ،يختصهم بعنايته ورعايته ،وهو سبحانه يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ،وفي هذه الجنات الأنهار والأشجار والثمار والحور العين ،ورضوان الله رب العالمين ،وفيها ما لا عين رأت ،ولا أذن سمعت ،و لا خطر على قلب بشر .
{والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} .
الكافرون تشغلهم الدنيا ولذائذها ،فهم حريصون على متعها ،والاستكثار من الطعام والشراب ،والخمر والمحرمات ،غير مفكرين في العاقبة ،كما تأكل الأنعام في مسارحها ومعالفها ،غافلة عما هي بصدده من النحر والذبح ،أما منازل الكفار في الآخرة فهي النار ،وما فيها من زقوم وحميم وغسلين ،وعذاب وإهانة ،وغضب الحي القيوم .
روى البخاري ،ومسلم ،وأحمد ،والترمذي ،وابن ماجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المؤمن يأكل في معي واحد ،والكافر يأكل في سبعة أمعاء )5 .
قال فخر الدين الرازي في التفسير الكبير:
كثيرا ما يقتصر الله على ذكر الأنهار في وصف الجنة ،لأن الأنهار تتبعها الأشجار ،والأشجار تتبعها الثمار ،والماء سبب حياة العالم ،والنار سبب الإعدام .اه .