قوله:{ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر} الإشارة{ذلك} عائدة إلى ما تقدم ذكره من ارتداد المنافقين على أدبارهم خاسرين مرتكسين ،وتركهم للشيطان ليسول لهم ويملي لهم .وسبب ذلك كله أنهم قالوا لمن كره دين الله وكتابه ورسوله وهم المشركون{سنطيعكم في بعض الأمر} أي في الصد عن دين الإسلام وفي مخالفة محمد والتظاهر على عداوته والقعود عن الجهاد معه والتمالؤ عليه في السر لإضعافه وخذلانه .قوله:{والله يعلم إسرارهم} الله يعلم ما يستسرون من سوء النوايا وخبيث المقاصد ،فإنه لا يخفى على الله أمر هؤلاء المنافقين المخادعين وما يتمالأون عليه من كيد للإسلام ورسوله والمسلمين .