قوله:{إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميّة حمية الجاهلية}{الحمية} ،تعني الأنفة{[4269]} .أي تشبث الكفار بالحمية الراسخة في قلوبهم ،وحميتهم أو أنفتهم حين أبوا أن يكتبوا بسم الله الرحمان الرحيم .وأبوا أيضا أن يقروا للنبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة ،وكذلك قد منعوا المسلمين من دخول مكة فصدوهم عن البيت الحرام .لقد فعلوا كل ذلك أنفة وعنادا ولجوجا في العصيان والاستكبار .
قوله:{فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} أنزل الله عليهم الطمأنينة .وقيل: ثبتهم على الرضا والوقار{وألزمهم كلمة التقوى} وهي لا إله إلا الله ،فهذه الشهادة الكبرى رأس كل تقوى{وكانوا أحق بها وأهلها} يعني كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه أحق بكلمة التقوى وهي شهادة أن لا إله إلا الله وكانوا أهل هذه الشهادة دون المشركين .
قوله:{وكان الله بكل شيء عليما} الله يعلم ما في ضمائر الخلق ويعلم ما تكنه صدور العباد ويعلم ما يصلح عليه حال الناس{[4270]} .