/م25
المفردات:
الحمية: الكبر والأنفة ،وحمية الجاهلية هي حمية في غير موضعها ،لا يؤيدها دليل ولا برهان .
سكينته: السكينة: الوقار والحلم .
ألزمهم: اختار لهم ،وطلب منهم .
كلمة التقوى: هي: لا إله إلا الله .
أحق بها: أولى بها من غيرهم ،ومتصفين بمزيد استحقاق لها .
وأهلها: وأصحابها المستأهلين لها .
التفسير:
26-{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} .
تضع هذه الآية الحقيقة الكاملة لموقف الكافرين والمؤمنين يوم الحديبية ،فالكفار في قلوبهم الأنفة والعزة بالإثم ،المنسوبة إلى الجاهلية ،لذلك صدوا المسلمين عن المسجد الحرام ،وصدوا الهدي ومنعوه أن يصل إلى محل ذبحه في منى ،وأخذتهم العزة بالإثم ،فأبوا أن يكتبوا: بسم الله الرحمان الرحيم ،وكتبوا: باسمك اللهم ،كما أبوا أن يكتبوا: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ،وكتبوا: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله ،فنسب الله إليهم الحمية ،وهي مذمومة ،وتزداد ذما إذا نسبت إلى الجاهلية ،أي التهور والغلظ بدون وجه حق .
وفي المقابل أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ،فجعلها محفوظة عنده حتى أنزلها عليهم ،والسكينة كلمة طيبة ،ثم نسبها الله إليه ،فجعلها سكينته ،أي الهدوء والإيمان والوقار والرضا ،وعدم العناية بالشكليات .
{وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ...}
أي: مكنهم الله من كلمة التوحيد ،والإخلاص لله في العمل ،وكانوا أهلا لها وأولى بها ،وهي لا إله إلا الله .
{وكان الله بكل شيء عليما} .
هو المطلع على أحوال كل من المؤمنين والكافرين ،فيجازي كل فريق بما يستحق .
/خ26