قوله تعالى{إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميّة حميّةَ الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها وكان الله بكلّ شيء عليما} .
قال البخاري: حدثني عبد الله بن محمد ،حدثنا عبد الرزاق ،أخبرنا معمر قال: أخبرني الزهري ،قال: أخبرني عروة بن الزبير ،عن المسور بن مخرمة ومروان- يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه- قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق ...فذكر الحديث بطوله وفي آخره: فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحمن لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ،فأنزل الله تعالى{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} حتى بلغ{الحمية حمية الجاهلية} وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ،ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ،وحالوا بينهم وبين البيت .
الصحيح 5/327-333 ح 2731- 2732- ك الشروط ،ب الشروط في الجهاد ) .
انظر حديث البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه المتقدم عند الآية ( 40 ) من سورة التوبة ،وهو حديث: ( تلك السكينة تنزلت بالقرآن ) .
قال أحمد: حدثنا عبد الوهاب الخفاف ،حدثنا سعيد ،عن قتادة ،عن مسلم ابن يسار ،عن حمران بن أبان أن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه إلا حرم على النار ،فقال له عمر بن الخطاب: أن أحدثك ما هي .هي كلمة الإخلاص التي أعز الله تبارك وتعالى بها محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبي الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا الله .
( المسند 1/ 353 ح 447 ) بتحقيق أحمد شاكر ،وورد هكذا في المطبوع بلفظ: ( أعز الله ) .والموجود في أطراف المسند ( 5/52 ): ( آلتي ألزمها الله محمدا وأصحابه ...) .وكذا هو في ( مجمع الزوائد 1/15 ) ،و( الدر المنثور 6/80 ) ،وأخرج هذا الحديث أيضا ابن حبان في صحيحه ( الإحسان 1/434 رقم 204 ) ،والحاكم في المستدرك ( 1/72 ) وغيرهما من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف بإسناده مختصرا ،وليس عندهم: ( هي كلمة الإخلاص ...) إلى قوله ( عند الموت ) وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ،وأقره الذهبي .ومسلم بن يسار البصري- وإن كان ثقة- ليس له رواية في الصحيحين ،وعبد الوهاب ليس له رواية عند البخاري .وقال ابن كثير في مسند الفاروق ( 1/227 ): وهذا إسناد جيد .وقال الهيثمي في ( المجمع 1/15 ): لعمر حديث رواه ابن ماجة بغير هذا السياق ،ورجاله ثقاة ،رواه أحمد .وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح ،وقال محققو مسند أحمد: إسناده قوي ( 1/499 ح 447 ) ومعنى ألاص عليها: أي أداره وحثه عليها .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{وألزمهم كلمة التقوى} يقول: شهادة أن لا إله إلا الله ،فهي كلمة التقوى ،يقول: فهي رأس التقوى .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{وألزمهم كلمة التقوى} قال: الإخلاص .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{وكانوا أحق بها وأهلها} وكان المسلمون أحق بها ،وكانوا أهلها: أي التوحيد ،وشهادة أن لا إله إلا الله ،وأن محمدا عبده ورسوله .