قوله تعالى{هم الذين كفروا وصدّوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محلّه ولولا رجال مّؤمنون ونساء مّؤمنات لّم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم مّنهم مّعرّة بغير علم لّيدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذّبنا الذين كفروا منهم عذاب أليما} .
قال البخاري: حدثني عبد الله بن محمد ،حدثنا عبد الرزاق ،أخبرنا معمر قال ،أخبرني الزهري قال ،أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان – يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه- قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق ...فذكر الحديث بطوله ،وفيه: أن قريشا أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما أرسلت رجلا من كنانة ،فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا فلان ،وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له ،فبعثت له واستقبله الناس يلبون ،فلما رأى ذلك قال: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت ،فلما رجع إليهم قال: رأيت البدن قد قلدت وأشعرت ،فما أرى أن يصدوا عن البيت .
( الصحيح 5/ 388- 392 ح 7231 ،7232- ك الشروط ،ب الشروط في الجهاد ) .وأخرجه الإمام أحمد ( المسند 4/ 323- 326 ) بطوله ،وفيه تسمية الرجل الكناني: الحلس بن علقمة ،وأنه قال لما رجع إلى قريش: ( يا معشر قريش قد رأيت ما لا يحل صده ،الهدي في قلائد قد أكل أوتاره من طول الحبس عن محله ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا} أي: محبوسا .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات} ...حتى بلغ{بغير علم} هذا حين أراد محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يدخلوا مكة ،فكان بها رجال مؤمنون ونساء مؤمنات ،فكره الله أن يؤذوا أو يوطئوا بغير علم ،فتصيبكم منهم معرة بغير علم ،والمعرة أي: الإثم .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{لو تزيلوا} ...الآية ،إن الله يدفع بالمؤمنين عن الكفار .