الهدي: ما يقدَّم قربانا لله في مناسك الحج والعمرة من الأنعام .
معكوفا: محبوسا لهذا الغرض .
محله: المكان الذي يسوغ فيه نحره وهو مِنى .
أن تطؤوهم: أن تقتلوهم .
المعرّة: المكروه والمشقة .
لو تزيّلوا: لو تفرقوا وتميزوا .
بعد أن بين الله أنه كفّ أيدي المؤمنين عن الكافرين ،وكف أيدي الكافرين عن المؤمنين ،ذكر هنا أن المكان هو البيتُ الحرام الذي صدّوا المؤمنين عنه ،فيقول: إن أهل مكة هم الذين كفروا ومنعوكم من دخول المسجِد الحرام ومنعوا الهَدْيَ الذي سُقتموه معكم تقرباً إلى الله من بلوغِ مكانه الذي يُنحر فيه .
ثم وضّح أكثر أن في مكة مؤمنين ومؤمناتٍ لا تعلمونهم ،ولولا كراهةُ أن تصيبوهم فتقتلوهم بغير علم بهم ،فتكونوا قتلتم إخوانكم فيلحقكم من أجل قتلهم{مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} أيْ عار وخزي - لسلطانكم عليهم .
ثم أكد ميزة هذا الصلح العظيم بقوله تعالى:{لِّيُدْخِلَ الله فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ} أي ليفتح الباب أمام الذين يرغبون في دخول دين الله .وبين بوضوح بأنه لو أمكن تميُّز المسلمين من الكفار في مكة لسلّط المؤمنين على الكافرين ولعاقبهم عقاباً أليما .