قوله تعالى{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا} .
قال مسلم: حدثني عمرو بن محمد الناقد .حدثنا يزيد بن هارون .أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت ،عن أنس بن مالك ،أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم .متسلّحين يريدون غرّة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذهم سلما .فاستحياهم .فأنزل الله عز وجل:{وهو الذي كفّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} .
( صحيح مسلم 3/ 1442- ك الجهاد والسير ،ب قول الله تعالى ( الآية ) ح 1808 ) .
قال النسائي: أنا محمد بن عقيل ،أنا علي بن الحسين ،حدثني أبي عن ثابت ،قال: حدثني عبد الله بن مغفل المزني ،قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله ،وكأني بغصن من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فرفعته عن ظهره ،وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ) فأخذ سهيل يده فقال: ما نعرف الرحمن الرحيم ،اكتب في قضيتنا ما نعرف ،فقال: ( اكتب باسمك اللهم ،هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة ) ،فأمسك بيده فقال: لقد ظلمناك إن كنت رسولا ،اكتب في قضيتنا ما نعرف ،فقال: ( اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ،وأنا رسول الله ) ،قال: فكتب ،فبينما نحن كذلك .إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح ،فثاروا في وجوهنا ،فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الله بأبصارهم ،فقمنا إليهم فأخذناهم ،فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هل جئتم في عهد أحد ،أو هل جعل لكم أحد أمانا ) ،فقالوا: لا ،فخلى سبيلهم ،فأنزل الله عز وجل{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} إلى قوله{بصيرا} .
( التفسير 2/312- 314 ح 531 ) ،وأخرجه أحمد ( المسند 4/ 86- 87 ) ،والحاكم ( المستدرك 2/ 460- 461 ) ،من طريق الحسين بن واقد عن ثابت به .قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 6/145 ) ،وقال ابن حجر: أخرجه أحمد والنسائي من حديث عبد الله بن مغفل بسند صحيح ( الفتح 5/ 315 ) ،والحديث أخرجه مسلم من حديث ثابت عن أنس ( الصحيح 3/1411 ح 11784 ) بنحوه مختصرا .