{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} ،فقد استطاع المسلمون السيطرة على مكة عسكرياً وفرض قوّتهم على كل مواقعها ،وكانت قريش وأحلافها في موقف المواجهة للنبي ومن معه ،ما جعل وقوع الحرب أمراً وارداً في أيّة لحظة ،ليسقط المزيد من القتلى والجرحى هنا وهناك .ولكن الله أراد أن يكفَّ كل طرفٍ عن الآخر في هذه المرحلة ،التي قد لا تكون للحرب فيها مصلحة لأي من الطرفين ،لا سيّما بالنسبة للمسلمين ،الذين كانوا يتطلعون إلى فتح مكة دون قتالٍ .
{وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} فجعلكم في موضع رعايته وعنايته ،وأعطاكم من فضله الكثير ،ممّا هيّأ لكم أمره ،ومهّد لكم فعله .