/م20
المفردات:
كف أيديهم عنكم: أيدي كفار مكة .
وأيديكم عنهم ببطن مكة: يعني الحديبية .
أظفركم عليهم: أظهركم عليهم ،وجعلكم متغلبين عليهم ،فإن عكرمة بن أبي جهل خرج في خمسمائة إلى الحديبية ،فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على جند فهزمهم ،حتى أدخلهم حيطان مكة ثم عاد .
التفسير:
24-{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا} .
تشير روايات في صحيح مسلم وغيره إلى أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على المسلمين من قبل جبل التنعيم ،يريدون غزوة في المسلمين ،فأخذوا وعفا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ،وعادوا إلى مكة ،وكان ذلك سبب نزول هذه الآية .
والآية مع ذلك تفسر بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ،فالله تعالى بحكمته وقدرته ومشيئته ،أراد أن يمر يوم الحديبية دون قتال ،فمنع أيدي المسلمين عن قتال أهل مكة ،ومنع أهل مكة عن قتال المسلمين ،من بعد أن غنم المسلمون ثمانين محاربا فأطلقوهم ،وطارد نخبة من جيش المسلمين فئة من أهل مكة كانوا خمسمائة مقاتل ،بقيادة عكرمة بن أبي جهل ،فهزم المشركون وطاردهم المسلمون إلى جدران مكة ،وكان معروفا يومئذ أن الغلبة والقوة والبيعة مع المسلمين .
{وكان الله بما تعملون بصيرا} .
كان مطلعا ومشاهدا لاجتهادكم في مطاردة أعدائكم إلى جدران مكة ،ويقظتكم واستيلائكم على ثمانين محاربا دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فكف الله بصرهم ،واستولى عليهم المسلمون ،ثم أطلق النبي سراحهم ،وكل هذا يسر لمعاهدة الحديبية ،ثم يسر بعد ذلك لفتح مكة .