قوله تعالى:{وإذ أوحيت إلى الحوارين أن ءامنوا بي وبرسولي قالوا ءامنا واشهد بأننا مسلمون} أوحيت من الوحي .وهو هنا الإلهام والقذف في القلب .ولا ينبغي أن يفهم الوحي هنا على ظاهره فإنه مخصوص بالأنبياء فقط ،وليس الحواريون كذلك .بل هم وزراء سيدنا عيسى عليه السلام الذين اتبعوه ونصروه وكانوا على دينه .
والمعنى أن الله ألهم الحواريين ،أو قذف في قلوبهم ،على قول آخر ،أن يؤمنوا بالله ربهم وأن يصدقوا برسوله عيسى .فقالوا: آمنا وصدقنا بما أمرتنا به واشهد علينا يا ربنا بأننا خاضعون مستسلمون لك{[1108]} .