القول في تأويل قوله:وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:واذكر أيضًا، يا عيسى، إذ ألقيت (19) ="إلى الحواريين "، وهم وزراء عيسى على دينه.
* * *
وقد بينا معنى ذلك، ولم قيل لهم "الحواريون "، فيما مضى، بما أغنى عن إعادته. (20)
* * *
وقد اختلفت ألفاظ أهل التأويل في تأويل قوله:"وإذ أوحيت "، وإن كانت متفقة المعاني.
فقال بعضهم، بما:-
12992 - حدثني به محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي:"وإذ أوحيت إلى الحواريين "، يقول:قدفت في قلوبهم.
* * *
وقال آخرون:معنى ذلك:ألهمتهم.
* * *
قال أبو جعفر:فتأويل الكلام إذًا:وإذْ ألقيتُ إلى الحواريين أنْ صدّقوا بي وبرسولي عيسى، فقالوا:"آمنا "، أي:صدقنا بما أمرتنا أن نؤمنَ يا ربنا ="واشهد "علينا "بأننا مسلمون "، يقول:واشهد علينا بأننا خاضِعُون لك بالذّلة، سامعون مطيعُون لأمرك.
------------------
الهوامش:
(19) انظر تفسير"أوحى"فيما سلف 6:405 ، 406/9:399.
(20) انظر تفسير"الحواريون"فيما سلف 6:449 - 451.