قوله:{ولقد راودوه عن ضيفه} لقد جاء لوطا ملائكة الله وهم جبريل وميكائيل ،وإسرافيل ،في صورة شبان مرد حسان ،على سبيل الفتنة لهم والامتحان من الله .فاستقبلهم لوط بما يستقبل به الأضياف المكرمون .فأعلمت امرأته قومها المجرمين بخبرهم فهرعوا إليه من كل مكان يراودونه عنهم .أي طلبوا منه أن يمكنهم منهم رغبة منهم في الفاحشة ،وهم يظنون أنهم من البشر .فأغلق لوط الباب دونهم ،لكنهم ألحوا من أجل الدخول فحاولوا كسر الباب .فوجد لوط في نفسه منهم حرجا بالغا وكادوا يغلبونه على الدخول .وحينئذ خرج عليهم جبريل – عليه السلام- فضرب أعينهم بطرف جناحه فانطمست وهو قوله:{فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر} أي أذهب أبصارهم تماما فلم يروا البتة ،ورجعوا على أدبارهم خاسئين يتحسسون الحيطان .وقيل: لم يبق لهم عيون بالكلية ،وذلكم الطمس .