قوله:{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} الله ،هو الأول يعني القديم الذي لا يسبقه شيء .وهو سبحانه الآخر يعني الدائم الذي يبقى بعد هلاك كل شيء .وهذا مالا خلاف فيه ولا إشكال في فهمه ،لكن الخلاف في تأويل الظاهر والباطن .أما الظاهر: فهو ظهوره بفيض الأدلة الدالة عليه .وأما الباطن: فلأنه لا تدركه الأبصار ولا الحواس .
وقيل: الظاهر ،يعني العالي على كل شيء ،فهو يعلوه وغالب عليه والباطن الذي يعلم بواطن الأشياء .وقيل: الظاهر ،على كل شيء علما .والباطن ،على كل شيء علما .وقيل: الظاهر الذي ليس فوقه شيء ،والباطن الذي ليس تحته شيء ،فهو المحيط بقدرته وعلمه وسلطانه بكل شيء .وهذا الأظهر والأولى .وفي ذلك روى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم"اللهم رب السماوات السبع رب العرش العظيم ،ربنا ورب كل شيء ،منزل التوراة والإنجيل والفرقان ،فالق الحب والنوى ،لا إله إلا أنت ،أعوذ بك من شركل شيء أنت آخذ بناصيته .أنت الأول فليسقبلك شيء ،وأنت الآخر فليس بعدك شيء ،وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن ليس دونك شيء ،اقض عنا الدين ،واغننا من الفقر "{[4455]} .