/م1
المفردات:
الأول: السابق على سائر الموجودات .
الآخر: الباقي عند فنائها .
الظاهر: الذي ظهرت دلائل وجوده وتكاثرت .
الباطن: الذي خفيت عنّا ذاته فلم ترها العيون ،فهو ظاهر بآثاره وأفعاله ،ومشرق بجماله وكماله ،وظاهر بغلبته على مخلوقاته ،وتسخيرها لإرادته ،وباطن بعلمه بما خفي منها ،فلا تخفى عليه خافية .
التفسير:
3-{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .
أورد ابن كثير طائفة من الأحاديث عند تفسير هذه الآية ،منها ما يأتي:
عن العرباض بن سارية ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ،وقال:"إن فيهن آية أفضل من ألف آية "5 .
4- والآية المشار إليها في الحديث هي – والله أعلم – قوله تعالى:{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .
وقد أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي ،عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بفراشه ،فيفرش له مستقبل القبلة ،فإذا أوى إليه توسد كفه اليمنى ثم همس ،ما أدرى ما يقول ،فإذا كان في آخر الليل رفع صوته فقال:"اللهم رب السماوات السبع ،ورب العرش العظيم ،إله كل شيء ،ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ،فالق الحب والنوى ،أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ،اللهم أنت الأول الذي ليس قبلك شيء ،وأنت الآخر الذي ليس بعدك شيء ،وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن فليس دونك شيء ،اقض عنا الدين وأغننا من الفقر "6 .وأخرجه مسلم ،وأحمد .
فالله تعالى أول ليس لوجوده بداية ،ولا لبقائه نهاية .
قال تعالى:{كل من عليها فان*ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} .( الرحمن: 26-27 ) .
وهو سبحانه ظاهر للعقول بالأدلة والبراهين ،وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد .
وهو سبحانه باطن فلا تدركه الأبصار ،ولا تصل العقول إلى معرفة كنه ذاته .
{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .
قد أحاط الله بكل شيء علما ،أحاط علمه بكل ذرة في الكون ،لا يعزب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء ،وهو بكل شيء عليم .