قوله تعالى:{وذروا ظهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ( 120 ) ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشيطين ليوحون إلى أوليائهم ليجدلوك وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} .
يأمر الله عباده أن يكفوا عن الإثم ،ما كان منه في السر وما كان في العلن ،أي سره وعلانيته .وقيل: المراد بالعلن الزنا الظاهر .أما السر فيراد به المخادنة .والمقصود بها إتيان الزنا مع الصوابح في السر ،فقد ذكر أن أهل الجاهلية كانوا يستسرون بالزنا ويرون ذلك حلالا ما كان سرا .وإذا ظهر كان إثما .ومثل هذا التصور باطل وسخيف .فإن الفواحش كلها حرام يستوي فيها الظاهر والباطن .وشأن المسلم على الدوام أن يخشى الله في كل آن .يخشاه في علانيته وخفيته ويتجنب عصيانه وهو ظاهر للملأ .أو وهو مستور في جنح الظلام أو في معزل عن أبصار الناظرين .
ولئن قارف المسلم شيئا من إثم في علانيته أو سره وجب في حقه أن يبادر التوبة والندامة والاستغفار عسى الله أن يتجاوز عن مساءاته وذنوبه .
قوله:{إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون} يتوعد الله الآثمين من الناس الذين يقترفون المعاصي ما ظهر منها وما بطن بأنهم سيلقون جزاءهم من العقاب الذي يستحقونه يوم القيامة .