{وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} وتلك هي القاعدة الإيمانية التي تؤكد للإنسان أن يدع الإثم كله ،في ما يمثله من المحرمات ،لأن إرادة الله تفرض عليه ذلك ،سواء كان هذا الإثم ظاهراً واضحاً لا يمكن أن تقترب إليه الاحتمالات الخفيّة ،أو كان باطناً يعرفه بعض الناس وينكره بعضٌ آخر ،فإنَّ مثل هذا اللّون من الاختلاف لا يغيّر شيئاً من طبيعة الإثم من حيث ما يتمثل فيه من مضرّةٍ للإنسان وسخطٍ لله .
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ} الذي توحي به شهواتهم ،وتدعوهم إليه أطماعهم ،فينسون الله وينسون أنفسهم ،حتى يظنوا أنهم بعيدون عن سيطرة الله الواحد القاهر ،فيأخذون حرّيتهم ،ويمتدُّون في الإثم كما يشاءون ،ويكسبونه بكل جهدهم وطاقتهم ،فيحسبون أن المسألة قد انتهت تماماً ،فلا عقاب ولا عذاب ،ولكن الله لا ينسى إذا نسوا ،ولا يغفل إذا غفلوا في ما اقترفوا{سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ} من ظاهر الإثم وباطنه .