قوله:{إن ما توعدون لأت} ما في موضع نصب اسم إن .وخبرها لآت .ذلك تأكيد قاطع من الله جلت قدرته على أن ما وعده عباده حق وصدق .ووعده أن تقوم الساعة ويحشر الناس جميعا بعد الموت ثم يواجهون الحساب والجزاء .وإذ ذاك تقع المفاصلة الكبرى بين العباد ليساق المؤمنون زمرا إلى الجنة ،ويساق المكذبون الضالون إلى النار .لا جرم أن وعد الله حق .وهو آت لا ريب فيه .وما الدنيا هذه التي يكابد فيها المؤمنون المتاعب والفتن غير أيام وليالي معدودات تمر مرا حتى تفجأهم داهية الموت بداية الجزاء .
قوله:{وما أنتم بمعجزين} بمعجزين أي بفائتين .والمعنى أنكم أيها الضالون المكذبون لن تعجزوا ربكم هربا منه في الأرض فتفوتوه ،لأنكم حيث كنتم في قبضته فإنه قادر على أن يعاقبكم فاحذروه وأنيبوا إليه قبل أن يحل عليكم غضبه وعقابه .