قوله: تعالى{وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم ءاخرين ( 133 ) إن ما توعدون لأت وما أنتم بمعجزين ( 134 ) قل يقوم اعملوا على مكانتكم إني عمل فسوف تعلمون من تكون له عقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون} .
ربك الغني: مبتدأ وخبره .ذو الرحمة صفة للغني .والمعنى أن الله غني عن سائر الكائنات .وهو غني عن عباده وعن كل ما يصدر عنهم من طاعات وعبادات .والحقيقة الراسخة في هذا الصدد والتي يعيها كل مسلم واع متدبر هي{إن اله لغني عن العلمين} بل إن العاملين والخلائق كافة محتاجة إلى الله .فهو بعظيم سلطانه ورحمته مرجو ومقصود يتضرع إليه داعيا متذللا كل مؤمن عابد .
قوله:{إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء} ذلك تخويف للمكذبين العصاة وفيه من الوعيد ما لا يخفى على كل مدرك بصير .فالله تعالى إن يشأ يهلك الضالين المضلين الذين خلقهم من ذرية آدم ثم يأت بآخرين سواهم ليخلفوهم في الأرض من بعدهم وليكونوا أمثل منهم وأطوع .
قوله:{كما أنشأكم من ذرية قوم ءاخرين} الكاف في موضع نصب ،صفة للمصدر المحذوف .وما مصدرية .والتقدير: ويستخلف استخلافا مثل إنشائكم من ذرية آخرين .والمراد أن الله إن يشأ يخلق غيركم من نسل قوم آخرين أفضل منكم وليسوا مثل صفتكم .