التّفسير
الآية الأُولى تستدل على ما سبق في الآيات التي مرّت بشأن عدم ظلم الله تعالى ،وتؤكّد أنّ الله لا حاجة له بشيء وهو عطوف ورحيم ،وعليه لا دافع له على أن يظلم أحداً أبداً ،لأن من يظلم لابدّ أن يكون محتاجاً ،أو أن يكون قاسي القلب فظاً: ( وربّك الغني ذو الرحمة ) كما أنّه لا حاجة له بطاعة البشر ،ولا يخشى من ذنوبهم ،بل إِنّه قادر على إزالة كل جماعة بشرية ووضع آخرين مكانها كما فعل بمن سبق تلك الجماعة: ( إِن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم من يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) .
بناءاً على ذلك فهو غني لا حاجة به إِلى شيء ،ورحيم ،وقادر على كل شيء ،فلا يمكن إِذن أن نتصوره ظالماً .