يذهبكم: يهلككم .
يستخلف: يأتي بغيركم ،وينشئ نسلاً جديداً غيركم .
بعد أن قرر تعالى في الآيات السابقة حجة الله على المكلفّين بعد إرساله الرسل إليهم بيّن أنَّهم يشهدون على أنفسهم يوم القيامة أنهم كانوا كافرين ،وأوضح أنه لا يعذب أحدا ظلماً وعدواناً ،بيّن أنه تعالى غنّي عن العباد وعن إيمانهم به .من ثم فإنهم إذا أحسنوا فإنما يحسنون لأنفسهم .بل إن رحمته لتتجلّى في الإبقاء على الناس ،وإن كانوا عصاة مشركين ظالمين ،مع أنه قادر على أن يهلكهم ،وينشئ غيرهم ليخلفهم .
{وَرَبُّكَ الغني ذُو الرحمة} .
إنه هو الغني عن العباد والعبادة ،وصاحب الرحمة الشاملة التي وسعت كل شيء .