قوله تعالى:{قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يحسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون} أي باء بالهلاك والخسران أولئك الذين أنكروا البعث بعد الموت وكذبوا بلقاء ربهم حيث الجزاء والحساب{حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة} وسميت القيامة بالساعة لسرعة الحساب فيها على الله تعالى .وبغتة ،منصوب على الحال .وقيل: مصدر في موضع الحال .وقيل غير ذلك{[1150]} .والمراد إذا بغتتهم الساعة مباغتة – كشأنها ،إذ تفجأ الناس فجاءة وهم لاهون غافلون –{قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها} الحسرة: التلهف والندامة .أي يا ندامتنا ولوعتنا على تفريطنا في العمل بطاعة ربنا ونحن في الدنيا .والتفريط معناه التقصير في الشيء مع القدرة على فعله .وقيل: معناه التضييع{[1151]} .
قوله:{وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم} الواو للحال .أي قالوا: يا حسرتنا في حالة حملهم أوزارهم .والحمل هنا مجاز عما يقاسونه من العذاب .وقيل: هو حقيقة .والأوزار جمع وزر .وهو الأصل بمعنى الثقل .ومنه وزرته أي حملته شيئا ثقيلا .وكذا الوزير ،لأنه يحمل أثقال ما يسند إليه من تصريف شؤون الناس .والمعنى أنهم لزمتهم الآثام والمعاصي بأحمالها الثقال فيبعثون بها محملة على ظهورهم{ألا ساء ما يزرون} أي ما أسوأ وأقبح الشيء الذي يحملونه{[1152]} .